27 - 06 - 2024

تباريح | يسقط الغباء السياسي

تباريح | يسقط الغباء السياسي

(أرشيف المشهد)

13-8-2013 | 01:31

"يجب محاكمتهم بتهمة الغباء السياسي" .. هكذا قال الرئيس الراحل أنور السادات عن خصومة من رجال عبد الناصر الذين استقالوا بشكل جماعي قبيل 15 مايو 1971 .. نفس الأمر ينبغي أن يقال عن الرجال الذين جيء بهم إلى السلطة بعد ثورة 30 يونيو.

التشكيلة الوزارية وتشكيلة المحافظين الجدد تنبيء عن أن هناك عقلية تجمدت منذ عقود تتحكم في اختياراتهم ، فليس من المعقول أن يكون نصف المختارين للمناصب من فلول النظام السابق وحاشيته في الحكم والمعارضة ، وكأن مصر عقمت ولم تنجب أحدا بعدها.

ذريعة الكفاءة هي السوط الذي سيلهبون به ظهور من يحتج ، وكأن الثورة بقضها وقضيضها ، برجالها الذين وقفوا في وجه طغيان مبارك ونظامه ، ورجالها الذين دفعوا أثمانا باهظة وثاروا وثوروا الجماهير لايصلح منهم أحد .

أول الكوارث هي أن يصدق الناس أن ماجرى في 30 يونيو من تدبير فلول نظام مبارك ، وسيحظى هذا القول الكاذب بمصداقية عالية ، فالنتائج تدعمه والغباء السياسي يحوله من "فرية" إلى حقيقة وكان يجب على من يمسكون بمقاليد الدولة أن يضعوا خطا فاصلا يبين للأعمى الفوارق بين العهد الجديد وعهد مبارك.

لا عجب إذن أن يتنامى أنصار جماعة الإخوان كل يوم ، فإجراء غبي مثل اختيار الوزراء والمحافظين ، وتردد أغبى في مواجهة هجوم الإخوان المضاد ، يحول اعتصامات رابعة والنهضة من "كانتونات معزولة ومكروهة" إلى تجمعات تعبر عن ضمير الثورة وحلم المصريين بالخلاص.

تصرفات السلطة الحالية كفيلة بأن ينسى الناس أن جماعة الإخوان كانت ظهير نظام مبارك ، بل وأبدت استعدادا لمواجهة ثورة 25 يناير لو وافقت لها السلطة على تكوين حزب سياسي وعلى خوض الانتخابات ، سينسى الناس أن كثيرا من قياداتها وقيادات الجماعات السلفية كانوا عملاء لجهاز أمن الدولة ، وحين صعدوا إلى السلطة لم يكن لديهم مانع من التحالف مع "الشيطان" في سبيل استمرارهم على مقاعد الحكم.

الآن تدور معركة بين الإخوان وبين فلول مبارك ، في حين ينتحي الثوار جانبا ، فلاهم استفادوا من فترة حكم المجلس العسكري ولا من فترة حكم مرسي ولا من النظام المؤقت الحالي .. وربما بعد أن ينجلي غبار المعارك سيوقن الثوار أن عليهم العودة مرة أخيرة إلى ميدان التحرير 

مقالات اخرى للكاتب

تباريح | مصر ليست مجرد أغنية!





اعلان